القيادة المتسامية لأعضاء هيئة التدريس وعلاقتها بالتفكير الإبداعي والابتكار في البحث العلمي لدى طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية أنموذج مقترح رسالة دكتوراة

Abstract

هدفت الدراسة التعرف إلى واقع ممارسة القيادة المتسامية لأعضاء الهيئة التدريسية وعلاقتها بالتفكير الإبداعي، والابتكار في البحث العلمي لدى طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية، للتوصل إلى أنموذج مقترح لتنمية التفكير الإبداعي والابتكار في البحث العلمي، ولتحقيق ذلك استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي الارتباطي والمنهج النوعي والمنهج التاريخي نظرًا لملاءمته لأهداف الدراسة، وتكوَّن مجتمع الدراسة من أعضاء هيئة التدريس الذين لديهم أعباءً تدريسيةً بكليات الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية، والبالغ عددهم 1080 عضو هيئة تدريس، وتم تطبيق الدراسة على عينة تمثل المجتمع تم اختيارها بطريقة العينة العنقودية الطبقية العشوائية، وبلغ عددهم (304) عضو هيئة تدريس، واستخدم الباحث الاستبانة كأداة للدراسة، بالإضافة إلى مقابلة الخبراء التربويين (المجموعات البؤرية)، والاستعانة بالمنهج التاريخي للاطلاع على تجارب الجامعات العالمية في التفكير الإبداعي والابتكار في البحث العلمي، وتوصلت الدراسة إلى وجود درجة كبيرة لممارسة القيادة المتسامية من قبل أعضاء هيئة التدريس في كليات الدراسات العليا حيث بلغ المتوسط الحسابي الكلي لمجالات القيادة المتسامية (5.40) وانحراف معياري(0.82)، كما أشارت النتائج إلى أن واقع التفكير الإبداعي لدى طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية حصل على درجة كبيرة إلى حدٍ ما، بمتوسط حسابي (5.15) وانحراف معياري (0.85)، كما حصل مجال الابتكار في البحث العلمي على درجة كبيرة إلى حدٍ ما بمتوسط حسابي (4.72) وانحراف معياري (0.79). كما أشارت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط استجابات أعضاء هيئة التدريس بكليات الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية لواقع ممارسات القيادة المتسامية تعزى لمتغير الرتبة الأكاديمية في مجال القيم والتوجهات، وعدم وجود فروق لمجالات السلوكيات، والسمو الأخلاقي، وكانت هذه الفروق بين الرتبة (أستاذ)، و(أستاذ مشارك) ولصالح فئة رتبة (أستاذ)، كما وأشارت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط استجابات أعضاء هيئة التدريس لواقع التفكير الإبداعي والابتكار في البحث العلمي لدى طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية تعزى لمتغير الرتبة الأكاديمية ولصالح رتبة أستاذ مساعد ومن ثم أستاذ مشارك، كما وأشارت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية لمتغير سنوات الخبرة للمجالات الآتية (الطلاقة، الأصالة، التميز بمواضيع البحث العلمي) ولصالح خبرة أقل من 5 سنوات ومن ثم 5-10 سنوات، كما أشارت النتائج أن هناك علاقةً للدرجة الكلية للقيادة المتسامية في التفكير الإبداعي (المجال الكلي)، حيث بلغ معامل ارتباط بيرسون بين المتغيرين (0.79)، وهو دال إحصائياً، وبناءً على الشكل البنائي للنمذجة البنائية للحزمة الإحصائية (AMOS) يتضح أن المتغير المستقل (القيادة المتسامية) يؤثر في التفكير الإبداعي بمقدار (62%)، كما وتوجد علاقة للدرجة الكلية للقيادة المتسامية في الابتكار في البحث العلمي (المجال الكلي)، حيث بلغ معامل ارتباط بيرسون بين المتغيرين (0.86)، وهو دال إحصائياً، وبناءً على الشكل البنائي للنمذجة البنائية للحزمة الإحصائية (AMOS) يتضح أن المتغير المستقل (القيادة المتسامية) يؤثر في المجال الكلي لمجال الابتكار في البحث العلمي بمقدار (73%). أشار الخبراء التربويون إلى أن واقع التفكير الإبداعي والابتكار في البحث العلمي لدى طلبة الدراسات العليا في الجامعات الفلسطينية يعاني من بعض القصور يتمثل في نقص برامج التعلم الذاتي للطلبة، وقصور في التفكير الإبداعي الموجه نحو توليد الأفكار الريادية واستشراف المستقبل، كما قدم الخبراء التربويون مجموعة تصورات لمعاجلة القصور والتي تتمثل أهمها بتحديد قائمة أولويات البحث حسب متطلبات سوق العمل والمجتمع المحلي، ويتم إعدادها من قبل الكادر الأكاديمي وطلبة الدراسات العليا بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى موضوع منهجية دراسات المستقبل ودوره في إثراء المعرفة في الأبحاث العلمية لطلبة الدراسات العليا كأساس لعملية التقييم تزامناً مع منهجية البحث الصحيحة، كما وخرجت الدراسة بأنموذج مقترح كفكرة مستقبلية تتسم بالحداثة والتجديد والابتكار، تم صياغتها بشكل موسع وموضوعي ومنهجي وأوصت الدراسة بأهمية الاستثمار الأمثل في أعضاء هيئة التدريس في الجامعات من خلال التطوير الذاتي القائم على طرح فلسفة جديدة لعمليات تقييم الأداء والتدريب المعتمدة على القيادة المتسامية، إضافة إلى تحديث المعايير الخاصة بالترقيات العلمية من خلال إدخال المهارات الخاصة بالتدريس، والتشجيع على الابتكار والإبداع وخدمة المجتمع المحلي.