الثقافة التنظیمیة وعلاقتھا بالصّمت والصّوت التنظیمي لدى الموظفین ( أُنموذج مُقترَح لبناء ثقافة تنظیمیة مُفضَّلة في الجامعات الفلسطینیة) رسالة دكتوراة

Abstract

ھدفت الدراسة التعرف على أنواع الثقافات التنظیمیة المھیمنة والسائدة حالیا في الجامعات الفلسطینیة، وتلك المفضلة مستقبلا من قبل موظفیھا، والفجوات بین أبعاد كل منھما، والتعرف على أنواع الصمت والصوت التنظیمي المنتشرة في تلك الجامعات، وعلاقة كل منھما بالثقافات التنظیمیة السائدة حالیا فیھا، ومن ثم بناء أنُموذج لثقافة تنظیمیة مفضلة مستقبلا من قبل الموظفین. وتحقیقا لھذا الغرض تم استخدام المنھج الوصفي التحلیلي الارتباطي (الكمي)، والمنھج النوعي، إضافة إلى المنھج التاریخي. وتم تنفیذ الجانب الكمي من خلال الاستبانة التي تم بناؤھا اعتمادا على أداة تقییم الثقافة التنظیمیة لكامیرون وكوین Cameron & Quinn, 2006) )، ومقیاس ( Van Dyne et al., 2003 ) للصمت والصوت التنظیمي. حیث تم توزیع الاستبانة بصورة طبقیة عشوائیة على عینة مكونة من ( 301 ) مبحوثا من أفراد مجتمع الدراسة المؤلف من الأكادیمیین المكلفین بوظائف إشرافیة في كافة الجامعات الفلسطینیة النظامیة في الضفة الغربیة. وتم تنفیذ الجانب النوعي من خلال المقابلات شبھ المنظمة مع مجموعة متخصصة بلغ عددھا ( 22 ) مبحوثا،ً تم تحدیدھم وفق مجموعة من المحددات. وتمت الاستعانة بالمنھج التاریخي المستند إلى الأدب التربوي والدراسات السابقة للمساعدة في بناء أنموذج الدراسة. وخلصت الدراسة إلى ما یلي: 1. ثقافة التسلسل الھرمي ھي السائدة والمھیمنة حالیا في الجامعات الفلسطینیة، تلیھا ثقافة العشیرة، ثم ثقافة التشبع، وفي المرتبة الرابعة والأخیر جاءت ثقافة السوق. 2. ثقافة العشیرة ھي المفضلة مستقبلا كثقافة تنظیمیة مھیمنة في الجامعات الفلسطینیة، تلیھا ثقافة التشبع، ثم ثقافة السوق، وفي المرتبة الرابعة والأخیرة جاءت ثقافة التسلسل الھرمي كثقافة تنظیمیة مفضلة مستقبلا .ً 3. صمت المسؤولیة الاجتماعیة الأكثر انتشاراً لدى موظفي الجامعات الفلسطینیة، یلیھا صمت الموافقة والقبول، ثم صمت الحمایة الذاتیة، وفقا لنتائج الجانب الكمي من الدراسة. 4. صوت المسؤولیة الاجتماعیة الأكثر انتشار اً لدى موظفي الجامعات الفلسطینیة، یلیھا صوت الحمایة الذاتیة، ثم صوت الموافقة والقبول، وفقا لنتائج الجانب الكمي من الدراسة. 5.وجود دافعیَْن جدیدَیْن للصمت والصوت التنظیمي لدى موظفي الجامعات الفلسطینیة ھما: دافع الانتقام، ودافع الخجل مقابل الاستعراض، وفقا لما بینتھا نتائج الجانب النوعي من الدراسة. 6. وجود علاقة ارتباطیة بین كافة أنواع الثقافات التنظیمیة والأنواع السلبیة لكل من الصمت والصوت التنظیمي (الموافقة والقبول، والحمایة الذاتیة). 7. وجود علاقة ارتباطیة بین بعض أنواع الثقافات التنظیمیة، والأنواع الإیجابیة للصمت والصوت التنظیمي (المسؤولیة الاجتماعیة). 8. الأنُموذج المقترح للثقافة التنظیمیة المفضلة مستقبلا ،ً یقوم على الدمج التوفیقي ما بین الخصائص الممیزة لثقافتي العشیرة والتشبع بصورة متوازنة ومتكاملة، من خلال التركیز على تلبیة احتیاجات ومتطلبات كل من البیئتین الداخلیة والخارجیة للجامعة. وقدمت الدراسة مجموعة من التوصیات أھمھا: 1. تغییر الثقافة التنظیمیة السائدة المھیمنة حالیا في الجامعات الفلسطینیة، المتمثلة بثقافة التسلسل الھرمي، نحو ثقافة تنظیمیة تجمع ما بین ثقافتي العشیرة والتشبع المفضلتین لدى الموظفین. 2. بناء منظومة قیمیة في الجامعات الفلسطینیة تعمل على توطین الممارسات الفضلى بین الموظفین، لتعزیز صمت وصوت المسؤولیة الاجتماعیة، وللحد من الأنواع السلبیة لكل منھما (الموافقة والقبول، والحمایة الذاتیة، والانتقام، والخجل، والاستعراض).