عوامل الخطورة المتنبئة بالاضطرابات العصبية النمائية والسمات النفسية المصاحبة : تطوير استراتيجية وقائية رسالة دكتوراة

Abstract

هدفت الدراسة الحالية الكشف عن أبرز عوامل الخطورة المتعلقة بالخصائص الوالدية )عمر الوالدين عند الحمل، ووجود صلة قرابة بينهما، أو وجود ذوي إعاقة هخرين في الأسرة( وتحديد عوامل الخطورة المتعلقة بالطفل )حالة الأم الصحية، وزن الطفل وحالته الصحية عند الولادة، ونوع الولادة والرضاعة، والتعرض لظروف صحية قاسية وتعرض الطفل أو والدته لصدمات، أو لشم الغاز المدمع( التي يتنبأ أنها تسبب الاضطرابات العصبية النمائية. كما سعت الدراسة الكشف عن السمات النفسية المصاحبة لدى الأطفال ذوي الاضطرابات النمائية في المحافظات الشمالية من فلسطين المحتلة، وتطوير إطار استراتيجية وطنية للوقائية منها. تكون مجتمع الدراسة من أمهات الأطفال ذوي الاضطرابات العصبية النمائية القاطنات في المحافظات الشمالية من فلسطين المحتلة )الضفة الغربية(، اللواتي يرتاد أبناؤهن مراكز الرعاية والخدمات المساندة في القطاع العام والخاص، والمؤسسات الأهلية، وأمهات أطفال لا يعاني أبناؤهن من اضطرابات في نموهم، وشارك في الدراسة عينة من الأمهات بلغ قوامها ) 205 ( أمهات، توزعت على النحو الآتي: ) 175 ( منهن أمهات أطفال من ذوي الاضطرابات العصبية النمائية، حيث توزعت العينة لتشمل ) 62 ( أم ا لأطفال يعانون من اضطراب طيف التوحد، و) 34 ( أم ا لأطفال يعانون من اضطراب نقص الانتباه \ / فرط النشاط، و) 42 ( أم ا لأطفال يعانون من الإعاقة الذهنية النمائية، و) 37 ( أم ا لأطفال يعانون من اضطراب صعوبات التعلم المحدد، و ) 30 ( أم ا لأطفال ذوي النمو الطبيعي ضمن عينة قصدية متاحة، ومجموعتين بؤريتين تخصصيتين من) 10 ( خبراء من أطباء الأطفال والنساء والولادة والأعصاب والطب النفسي والأخصائيين النفسيين ومعلمي التربية الخاصة، ومن أخصائيي الصيدلة والسمع والنطق والقبالة، ضمن عينة قصدية متاحة أيض ا.ً استخدمت الدراسة استبانة لرصد عوامل الخطورة، ومقياس لوصف السمات النفسية المصاحبة من وجهة نظر الأمهات، ومحاور استفهامية شكلت مجالات المقابلتين البؤريتين شبه المقننتين من إعداد الباحث. استخدمت الدراسة المنهج المختلط لتكامل الإحاطة بحيثيات الظاهرة ورصد روافدها، حيث استخدم المنهج المسحي الوصفي الارتباطي الذي يقوم على وصف الظاهرة من خال جمع و البيانات وتبويبها وتحليلها وتفسيرها لعينة الأمهات في الشق الأول، الذي تكون من استبانة لتقفي أثر عوامل الخطورة ومقياس نفسي لرصد السمات النفسية المصاحبة والمتداخلة لدى هؤلاء الأطفال كما، وصفتها أمهاتهم وتمتعا بالموثوقية العالية، والمنهج النوعي في الشق التالي من خال مجموعتين بؤريتين تخصصيتين من الخبراء، لتفسير النتائج وفهم تجربتهم وتوثيق توصياتهم، ومن ثم تطوير إطار الاستراتيجية الوقائية المقترحة. أظهرت أبرز نتائج الدراسة؛ وجود عاقات ذات دلالات إحصائية، تتعلق بمتغيرات صلة القرابة وحالة الأم أثناء الحمل، وطبيعة الولادة وحالة الطفل الصحية أثناءها، ووزنه ولون بشرته وحالته الصحية عند الولادة، وتعرضه لظروف قاسية بعدها كعوامل خطورة متنبئة. وأن جميع السمات النفسية المتوقعة التي اشتمل عليها الاستبيان، كانت ذات دلالات إحصائية، وجاء مستوى تداخلها مرتبط بطبيعة الاضطراب، وتمتع الاستبيان بالصدق والثبات المطلوب وأصل الخبراء في المجموعتين البؤريتين تجارب توثق عوامل الخطورة، وترافق السمات النفسية وتداخلها، التي أظهرتها نتائج الدراسة، وأرسوا معالم بناء إطار استراتيجية وطنية وقائية، تستقربين يدي صناع القرار. خلصت الدراسة إلى رزمة من التوصيات التي قد تساهم في توجيه بوصلة الخدمات الصحية الأولية للسيدات الحوامل والمواليد أهمها: توفير ملف تطوري للطفل، أو بورتفوليو (Portfolio) يشمل جميع المراحل التي يمر بها الطفل من لحظات حياته الأولى، مرورا بمراحل الطفولة الاحقة، ما قد يعزز القدرة لدى الأهل والمختصين بتطوير برامج وقائية وتدخات مبكرة، ومعرفة علمية شاملة ودقيقة، بعيدة عن التكهن والتقدير العشوائي والاعتماد على الذاكرة الذهنية، واقترحت الدراسة بناء إطار استراتيجية وطنية وقائية للحد من انتشار الظاهرة.