مبدأ حسن النية في مرحلة المفاوضات السابقة على التعاقد في مبادئ الينيدروا "دراسة مقارنة" رسالة ماجستير

Abstract

تناولت هذه الدراسة مبدأ حسن النية في مرحلة المفاوضات السابقة على التعاقد كونه يعد من أهم المبادئ القانونية على مستوى القانونين العام والخاص، حيث أنه ينبع من روح الشرائع والأديان السماوية قبل أن تلزم به القوانين، كما تناولته في مرحلة المفاوضات والتي تعد من أهم مراحل حياة العقد، حيث أن نجاحها يؤدي إلى نجاح العقد في مراحله اللاحقة من الإبرام والتنفيذ،

يعد مبدأ حسن النية مبدءا مهيمن على مرحلة المفاوضات منذ بدئها لحين انتهائها، فهو يعمل على فرض التزامات على الأطراف المتفاوضة تكفل تنوير إرادتهم وتبصيرها على نحو يمكنهم من تقدير مقدرتهم ومنفعتهم من الاستمرار في الوصول إلى الغاية المرجوة من المفاوضات بإبرام العقد من عدمه.

إن خرق مبدأ حسن النية والإخلال به وبما يفرضه من مقتضيات يعد خطأ يوجب المسئولية المدنية، والتي اختلفت الآراء الفقهية في تحديد طبيعتها، فمنهم من ذهب إلى اعتبارها مسئولية عقدية، بينما ذهب اتجاه آخر إلى اعتبارها مسئولية تقصيرية، وأما الجانب الثالث رأى بأنها مسئولية من نوع خاص تتفق وخصوصية مرحلة المفاوضات التي تسبق إبرام العقد،

عالجت الدراسة عددآ من الإشكاليات تمثلت بمحاولة تحديد مفهوم واضح لمبدأ حسن النية في مرحلة المفاوضات السابقة على التعاقد، وتوضيح ماهية مرحلة التفاوض ذاتها، وتوضيح ما جاءت به مبادئ الينيدروا والقوانين الوطنية من نصوص قانونية تتعلق بمبدأ حسن النية في مرحلة المفاوضات وكيف يمكن التمييز بينه وبين سوء النية، وهل يخضع لرقابة القاضي في تطبيقه؟ وغيرها من الإشكاليات التي تناولتها الدراسة معتمدة في الإجابة عليها باستخدام المنهج الوصفي التحليلي لاستنباط الأحكام والمفاهيم في أسلوب المقارنة بين مبادئ الينيدروا والقوانين الوطنية.

قسمت الدراسة إلى فصلين: تناولت في الفصل الأول توضيح مفهوم مبدأ حسن النية التفاوضي وتحديد نطاقه وما يتفرع عنه من التزامات في مبادئ الينيدروا مقارنة بالقوانين الوطنية، أما في الفصل الثاني فتطرقت إلى الحديث عن المسئولية المدنية الناشئة عن الإخلال بمبدأ حسن النية التفاوضي من حيث شرح طبيعتها، وأركانها، والتعويض المترتب نتيجة خرق المبدأ في مرحلة المفاوضات.

١