التحول الرقمي وعلاقته بالتنمية المستدامة في الجامعات الفلسطينية: نموذج مقترح رسالة دكتوراة

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى تطوير إطار فهم عميق لإعداد نموذج مقترح للتحول الرقمي من خلال الكشف عن واقع التحول الرقمي في الجامعات الفلسطينية، وبيان واقع التنمية المستدامة في إداراتها، والتعرف على كيفية مساهمة التحول الرقمي في ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة فيها. اعتمدت الدراسة المنهج المختلط، فمن خلال المنهج الكمي وظفت الدراسة الاستبانة المغلقة كأداة للدراسة، فيما استخدمت الدراسة المقابلات شبه المنظمة كأداة بحثية للدراسة النوعية، هذا وتكون مجتمع الدراسة من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في ثلاث جامعات فلسطينية في نطاق الضفة الغربية للعام الدراسي 2023/2024م وهي جامعة الخليل، جامعة القدس، والجامعة العربية الأمريكية. تم الحصول على استجابات (342) من الأكاديميين كعينة للدراسة الكمية، أما الدراسة النوعية فشارك فيها (6) إداريين. أشارت نتائج الدراسة الكمية إلى أنَّ واقع التحول الرقمي وواقع التنمية المستدامة جاء بدرجة مرتفعة. كما بينت الدراسة وجود علاقة ارتباطية قوية دالة إحصائياً لواقع التحول الرقمي في ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة. كما أشارت نتائج الفرضية الأولى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية لواقع التحول الرقمي تبعاً لمتغير عدد سنوات الخبرة، إلا أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير الرتبة الأكاديمية لصالح (رتبة أستاذ، ورتبة أستاذ مشارك) والمؤهل العلمي لصالح (درجة الدكتوراه)، والدورات التدريبية الرقمية لصالح ثلاث دورات رقمية وأكثر. كما أشارت نتائج الفرضية الثانية وجود فروق ذات دلالة إحصائية لواقع التنمية المستدامة تبعاً لمتغير الرتبة الأكاديمية لصالح (رتبة أستاذ، ورتبة أستاذ مشارك) وسنوات الخبرة لصالح (الخبرة الأكثر من 10 سنوات) والمؤهل العلمي لصالح (درجة الدكتوراه)، والدورات التدريبية الرقمية لصالح ثلاث دورات رقمية وأكثر. أوضحت نتائج الدراسة الكيفية أنه يمكن الاستفادة من التحول الرقمي كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وأتمتة المهام الإدارية لتحقيق فعالية أكبر في إدارة المؤسسات التعليمية، وتقليل التكاليف الإدارية، لتوجيه الموارد المالية نحو دعم المشاريع الجامعية التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية. بيَّن الإداريون أنّ نموذج التحول الرقمي وعلاقته بالتنمية المستدامة يجب أن يقوم على دمج التقنيات التكنولوجية في المنظومة التعليمية، وزيادة مستوى وعي الطلبة بقضايا الاستدامة، والتأكيد على أهمية التعليم، تطوير المنهاج الأكاديمي، وتفعيل دور التنافسية للجامعة، وتوفير الدعم والموارد اللازمة لهذا التحول، وزيادة فرص التعلم وتعزيز مرونة الوصول إلى المحتوى التعليمي. وعليه توصي الدراسة بضرورة الاهتمام بالدعم المؤسسي للتحول الرقمي في الجامعات الفلسطينية من خلال الاهتمام بالتطوير والإبداع المستمر.