الثقافة التنظيمية وعلاقتها بالتزام معلمي مدارس المرحلة الثانوية الحكومية في لواء حيفا داخل الخط الأخضر رسالة دكتوراة

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف مستوى الثقافة التنظيمية والتزام المعلمين الوظيفي في المدارس الثانوية العربية داخل الخط الأخضر، مع التركيز على فهم تأثير الثقافة التنظيمية على الالتزام الوظيفي. انطلقت الدراسة من وجهة نظر المعلمين أنفسهم، حيث تم جمع البيانات باستخدام استبانة ومقابلات نصف مبنية. شملت العينة الكمية 250 معلمًا ومعلمة تم اختيارهم بطريقة العينة العشوائية العنقودية لتوفير تمثيل متكامل لجميع المدارس الثانوية في لواء حيفا. أما العينة النوعية فقد ضمت 10 معلمين، تم اختيارهم بعناية لضمان التنوع في الجنس، سنوات الخبرة، ونوع المدرسة (حكومية وخاصة)، وذلك بهدف تعميق الفهم النوعي للقضايا المرتبطة بموضوع الدراسة. اتبعت الدراسة منهجًا وصفيًا ارتباطيًا مختلطًا (كمي ونوعي) لتحقيق أهدافها. أظهرت النتائج الكمية أن مستوى الثقافة التنظيمية كان مرتفعًا، بمتوسط حسابي 3.96 ونسبة مئوية بلغت 79.2%. وقد كشفت التحليلات عن وجود فروق دالة إحصائيًا بناءً على الجنس وسنوات الخبرة، حيث سجل الذكور والمعلمون ذوو الخبرة الطويلة مستويات أعلى من الثقافة التنظيمية. أما التزام المعلمين الوظيفي فقد جاء بمستوى متوسط، بمتوسط حسابي بلغ 3.57 ونسبة مئوية بلغت 71.6%. كما بينت النتائج اختلافات دالة إحصائيًا في مستوى الالتزام الوظيفي بناءً على سنوات الخبرة والمؤهل العلمي، بينما لم تكن هناك فروق دالة بناءً على الجنس. أظهرت الدراسة وجود علاقة إيجابية متوسطة بين الثقافة التنظيمية والتزام المعلمين، حيث بلغت قيمة معامل الارتباط 0.56، مما يشير إلى أن تعزيز الثقافة التنظيمية يرتبط بتحسين مستوى الالتزام الوظيفي للمعلمين. على الجانب النوعي، أظهرت المقابلات أن الثقافة التنظيمية القوية تُعد محفزًا رئيسيًا لالتزام المعلمين الوظيفي. أشار المعلمون إلى أهمية القيادة الفعالة، التعاون بين أعضاء الهيئة التدريسية، ودعم الإدارة في تعزيز التزامهم. كما تم تسليط الضوء على تجارب جذرية عكست التزامًا عالياً لدى المعلمين، مثل تنظيم مشاريع تعليمية مبتكرة ودعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. أكدت النتائج النوعية أيضًا أن الشفافية والتواصل الفعّال داخل المدرسة يسهمان بشكل مباشر في تعزيز الالتزام. خلصت الدراسة إلى أن الثقافة التنظيمية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز التزام المعلمين الوظيفي، وأوصت بتعزيز قنوات التواصل الداخلي، وتطوير برامج تدريبية تستهدف رفع كفاءة المعلمين وتحفيز انخراطهم الفعّال في البيئة التعليمية. كما دعت إلى توفير دعم إضافي للمعلمين الجدد والمعلمين ذوي المؤهلات الأقل، والعمل على تعزيز التعاون بين أعضاء الهيئة التدريسية من خلال الأنشطة المشتركة التي تعزز الروح الجماعية. هذا التوجه من شأنه أن يساهم في تحسين الأداء التعليمي بشكل عام وتحقيق الأهداف التربوية بكفاءة.