دور المستشار التربوي في تحسين مهارات التعلم العاطفي والاجتماعي لدى معلمي التربية في مدارس شرقي القدس: دليل ارشادي مهاري يستند لنظرية التعلم الاجتماعي. رسالة دكتوراة

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى تحليل دور المستشار التربوي في تحسين مهارات التعلم العاطفي والاجتماعي لدى معلمي التربية الخاصة في مدارس شرقي القدس، وذلك من خلال تطوير دليل إرشادي مهاري يستند إلى نظرية التعلم الاجتماعي. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وتم توظيف الأسلوب الكمي في جمع البيانات، حيث تم تصميم استبانة وتطبيقها على عينة عشوائية مكونة من (90) معلماً ومعلمة من العاملين في مدارس التربية الخاصة بشرقي القدس، وذلك من أصل مجتمع دراسة مكون من (700) معلم ومعلمة. أظهرت نتائج التحليل الإحصائي باستخدام برنامج (SPSS) وجود أثر إيجابي ذي دلالة إحصائية لدور المستشار التربوي في تحسين مهارات التعلم العاطفي والاجتماعي لدى معلمي التربية الخاصة، حيث بلغت قيم المعاملات الإحصائية (R²=0.421, R=0.649, sig=0.000). كما تبين أن تأثير التعلم العاطفي كان أكبر من تأثير التعلم الاجتماعي، حيث أظهرت النتائج أن تأثير التعلم العاطفي(B=0.22, sig=0.000) كان أقوى من تأثير التعلم الاجتماعي (B=0.18, sig=0.012) على تحسين أداء المعلمين. كذلك كشفت الدراسة عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات إجابات المعلمين حول دور المستشار التربوي في تحسين مهارات التعلم العاطفي والاجتماعي تُعزى إلى المتغيرات الديمغرافية مثل الجنس والعمر والمؤهل العلمي وسنوات الخبرة، بينما ظهرت فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى لمتغير طبيعة المدرسة، حيث كان التأثير أكثر وضوحًا في المدارس التي تطبق برامج إرشادية متقدمة مقارنةً بالمدارس التي لا تمتلك برامج مهيكلة لدعم التعلم العاطفي والاجتماعي. كما أكدت النتائج على تحقيق تحسن ملحوظ في تفاعل المعلمين مع الطلاب بعد تلقيهم تدريبًا مستندًا إلى نظرية التعلم الاجتماعي، حيث ساعد التدريب في تعزيز الوعي الذاتي، وتحسين إدارة المشاعر، وتعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي للمعلمين. بناءً على هذه النتائج، قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات التي من شأنها تعزيز دور المستشار التربوي في دعم المعلمين، حيث أوصت بضرورة تصميم برامج تدريبية متخصصة في التعلم العاطفي والاجتماعي لمعلمي التربية الخاصة، وإدراج مهارات الذكاء العاطفي والتواصل الاجتماعي ضمن خطط التنمية المهنية المستمرة لهم. كما شددت التوصيات على أهمية إعداد دليل إرشادي مستند إلى نظرية التعلم الاجتماعي لمساعدة المستشارين التربويين والمعلمين على تبني استراتيجيات فعالة لتحسين البيئة التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، أكدت الدراسة على أهمية توفير ورش عمل ودورات تدريبية منتظمة للمعلمين تركز على إدارة المشاعر، وبناء العلاقات الإيجابية، وحل المشكلات الاجتماعية داخل الصفوف الدراسية. كما أوصت بتحسين بيئة العمل للمعلمين من خلال خلق بيئة مدرسية داعمة توفر الموارد اللازمة لتعزيز مهارات التعلم العاطفي والاجتماعي، إلى جانب إجراء دراسات مستقبلية لمتابعة أثر تطبيق برامج التعلم العاطفي والاجتماعي على أداء المعلمين وتفاعلهم مع الطلاب، وإشراك أولياء الأمور في هذه البرامج لتعزيز التكامل بين المدرسة والمنزل في دعم الطلاب. تؤكد هذه الدراسة على الدور المحوري للمستشار التربوي في تعزيز مهارات التعلم العاطفي والاجتماعي لدى معلمي التربية الخاصة، حيث يسهم في تطوير كفاءتهم وتحسين تفاعلهم مع الطلاب، مما ينعكس إيجابيًا على جودة العملية التعليمية. كما تسلط الضوء على ضرورة تبني استراتيجيات إرشادية فعالة وبرامج تدريبية مستدامة لضمان تحقيق بيئة تعليمية داعمة وأكثر شمولية