الثقافة المجتمعية وعلاقتها بالميول المهنية لدى طلبة الثانوية العامة في محافظتي القدس وبيت لحم-بناء تصور لبناء ثقافة مهنية على ضوء خبرات عالمية رسالة دكتوراة

Abstract

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الثقافة المجتمعية وعلاقتها بالميول المهنية لدى طلبة الثانوية العامة في محافظتي القدس وبيت لحم، مع تقديم تصور لبناء ثقافة مهنية مستندة إلى خبرات عالمية. اعتمدت الدراسة على المنهج المختلط بأسلوبيه الكمي والنوعي؛ ففي الجانب الكمي، تم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي نظرًا لملاءمته لأهداف الدراسة وطبيعتها، بينما اعتمدت الدراسة على المنهج التطويري لبناء التصور الخاص بالثقافة المهنية، تألفت عينة الدراسة من (355) طالبًا وطالبة من الصف الثاني عشر في مديريتي التربية والتعليم في بيت لحم وضواحي القدس خلال العام الدراسي 2023-2024، تم اختيارهم بطريقة طبقية عشوائية لجمع البيانات الكمية. أما العينة النوعية، فقد شملت 21 طالبًا وطالبة تم اختيارهم بطريقة هادفة للحصول على البيانات النوعية. استخدمت الدراسة في الجاني الكمي للبيانات على مقياس الثقافة المجتمعية ومقياس الميول المهنية، وتم التحقق من صدقها وثباتها لضمان موثوقية النتائج. أما في الجانب النوعي، فقد تم استخدام المقابلات المقننة بطرح أسئلة مباشرة على المشاركين. وقد أظهرت النتائج أنَّ تصورات طلبة الثانوية العامة لواقع الثقافة المجتمعية في محافظتي القدس وبيت لحم، كانت تقديراتها مرتفعة على الأبعاد التالية: النفوذ الوظيفي، تجنب المجهول، الذكورية مقابل الأنثوية، والجماعية مقابل الفردية. في المقابل، جاءت التقديرات متوسطة على الأبعاد: التساهل مقابل الانضباط، والنظرة طويلة الأجل للمستقبل. أما بالنسبة للميول المهنية، فقد أشارت النتائج إلى تقديرات مرتفعة على الأبعاد: الميول المهنية، الميول الاجتماعية، الميول التحليلية، والميول التجارية، بينما كانت التقديرات متوسطة على أبعاد: الميول الواقعية، والميول التقليدية. كما أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين تصورات الطلبة حول واقع الثقافة المجتمعية ومتوسطات تقديراتهم لميولهم المهنية. ولم تُظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في تصورات الطلبة لواقع الثقافة المجتمعية تعزى لمتغير النوع الاجتماعي في أبعاد: تجنب المجهول والجماعية مقابل الفردية، في حين يظهر وجود فروق على الأبعاد: النفوذ الوظيفي، النظرة طويلة الأجل للمستقبل، والتساهل مقابل الانضباط لصالح الذكور، بينما كانت الفروق على بعد الذكورية مقابل الأنثوية لصالح الإناث. كما تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية على بعد الذكورية مقابل الأنثوية تبعاً لمتغير المحافظة لصالح محافظة القدس، في حين لم تظهر فروق على باقي أبعاد الثقافة المجتمعية. وفيما يتعلق بالميول المهنية، لم تُظهر النتائج فروقًا ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير النوع الاجتماعي على الأبعاد: الميول الاجتماعية، التجارية، التقليدية، والمهنية، بينما وُجدت فروق على أبعاد: الميول الواقعية، والتحليلية لصالح الذكور، ولم تظهر فروق ذات دلالة إحصائية في الميول المهنية للطلبة تعزى لمتغير المحافظة على جميع الأبعاد. وفي ضوء نتائج الدراسة تم بناء تصور لبناء ثقافة مهنية على ضوء خبرات عالمية، وتوصي الدراسة بتطبيقه وتعزيز مفهوم الثقافة المهنية في واقع الممارسات التربوية، وإجرَاء اَلمزِيد مِن اَلبُحوث والدِّراسات اَلتِي تُعنَى بِموْضوع المُيول المهْنيَّة والْعوامل المؤثِّرة على التَّوجُّهات المهْنيَّة لِلطَّلَبة في الواقع الفلسطينية.